فضاء حر

جدار المبادرة الخليجية

يمنات

حرصا من دول الخليج وبالذات الوفية المملكة العربية السعودية على اليمن واليمنيين، فقد رعت ودعمت هذه الدول وعلى رأسها الجارة الشقيقة رعت مبادرة خليجية لإنقاذ اليمن من حرب أهلية وإخراج الشعب اليمني من دوامة أزمات متكررة، حتى أصبحت هذه المبادرة كنغمة مفضلة يتغنى بها عبدربه منصور هادي ليلا ونهارا، وفي كل كلمة أو مقابلة في أي مناسبة سواء كانت مناسبة وطنية أو دينية، حتى صوروا لنا أن هذه المبادرة الخليجية وحي من أرحم الراحمين جيء بها لليمنيين، وما ينقصها إلا أن يسموا لنا نبي نزلت عليه، ولكن وبعد هذا التقديس والتمجيد والطاعة لهذه المبادرة ، ما هو رد المملكة الحريصة على أمن واستقرار اليمنيين، فأول خطوة قامت بها هذه الجارة الشقيقة لإظهار حرصها الشديد على اليمنيين تمثلت بطرد المغتربين وترحيلهم من أراضيها، أما الخطوة الثانية فهي السيطرة على مساحة مطلوبة لها من الأراضي اليمنية، وثالث هذه الخطوات وأخطارها هو بناء الجدار العازل الذي يفصل بين الأراضي اليمنية والسعودية على امتداد الشريط الحدودي، وهذا أظهر النية الخبيثة التي تبيتها السعودية لليمنيين، فبدلا من أن تكون هناك علامات للتقارب وبناء جسور وسكك حديدية تربط الدولتين بعضها ببعض، هاهي مملكة آل سعود تظهر لنا بهذا الجدار العنصري وكأنها تقول لليمنيين: (لا نريد أن نراكم أو نشتم رائحتكم)، بينما حكامنا اليوم لا يتوقفون عن التهليل والتطبيل لهذه المملكة ومبادرتها ولم يتبقى إلا أن يلزموا المدارس والمعسكرات بترديد شعار يومي في الطوابير الصباحية يكون نصه:(الله ،الوطن، المبادرة الخليجية)، ففي الوقت الذي يتقارب فيه العالم الغربي ويحطم جدار العزلة ويشيد بجسور التقارب والتواصل، نشاهد اليوم العالم العربي يجتهد في بناء جدار العزلة ويحيك المؤامرات لبعضه البعض، ويجمع الإرهابيين من كل بقاع الأرض ويصدرهم إلى دولة عربية لتدميرها..

فما تصنعه السعودية الآن بالأرض اليمنية وباليمنيين لا نجد له مبرر إلا كراهيتها للشعب اليمني، وخشيتها من أي نهوض يشهده اليمن، ولم نر مثيل لهذا الجدار العازل إلا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فمثل ما بنت إسرائيل جدار عازل فصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، هاهي السعودية تقوم بنفس الفعل وتبني جدار عازل يفصل بين الشعب اليمني والشعب السعودي، ولكن على الشعبين اليمني والسعودي أن يثبتا لحكامهم أن الشعوب لا تكون مسيرة في كل شيء لحكامها وبالذات في القضايا المصيرية ،وأن يخرجا بمسيرات في السعودية وفي اليمن لرفض هذا الجدار وأن الشعبين يجمعهما دين واحد ولغة واحدة، ولن تفرقهما مصالح هؤلاء الحكام.

زر الذهاب إلى الأعلى